تخيل أن تكون قادراً على التنبؤ باحتياجات عملائك قبل أن يدركوها، أو تقديم تجارب مخصصة لملايين الأشخاص بدقة وكأنك تتحدث معهم وجهاً لوجه. هذا ليس مجرد حلم سيتحقق في المستقبل، إنه الواقع الجديد الذي أصبح ممكناً بفضل الذكاء الاصطناعي. مع سعي الشركات إلى جذب انتباه العملاء والمحافظة عليهم في سوق مزدحم بشكل متزايد، يظهر الذكاء الاصطناعي كسلاح سري يعزز استراتيجيات التسويق ويساهم في زيادة المبيعات. من خلال الاستفادة من الإمكانات الهائلة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التسويق، تكشف الشركات عن رؤى جديدة، وتعمل على أتمتة العمليات، وتخلق تجارب كانت تعتبر مستحيلة في السابق، وتحول الطموحات إلى نتائج على أرض الواقع.

إذاً كيف يمكن للشركات استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التسويق؟

التجارب المخصصة

إحدى أهم إسهامات تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التسويق هي قدرتها على تخصيص تجارب العملاء، إذ يمكن للشركات من خلال الخوارزميات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات لفهم سلوك العملاء وتفضيلاتهم وأنماط الشراء الخاصة بهم. ويتيح هذا الفهم العميق للمسوقين تقديم محتوى وتوصيات وعروض مخصصة بشكل دقيق.

على سبيل المثال، تستخدم منصات التجارة الإلكترونية مثل أمازون الذكاء الاصطناعي لتوصية المنتجات بناءً على المشتريات السابقة وسجل التصفح، مما يزيد من رضا العملاء ويرفع من احتمالية إتمام عمليات الشراء وبالتالي زيادة المبيعات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي تخصيص حملات التسويق عبر البريد الإلكتروني من خلال تخصيص الرسائل وفقاً لتفضيلات العملاء الفردية، مما يؤدي إلى زيادة معدلات الفتح والنقر.

 

الاعتماد على التحليلات التنبؤية لاتخاذ قرارات أفضل

تُحدث التحليلات التنبؤية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تغييراً جذرياً في كيفية تعامل الشركات مع استراتيجيات التسويق؛ فمن خلال تحليل البيانات التاريخية واكتشاف الأنماط، يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية وسلوكيات العملاء. هذه القدرة التنبؤية تمنح المسوقين فرصة لتوقع احتياجات العملاء، وتحسين مستويات المخزون، وإطلاق حملات مستهدفة في الوقت المناسب.

مثلاً، يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة تجار التجزئة في توقع الطلب على منتجات معينة خلال مواسم أو مناسبات محددة، مما يمكنهم من الاستعداد بشكل أفضل وزيادة المبيعات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتحليلات التنبؤية تحديد العملاء ذوي القيمة العالية، مما يسمح للشركات بتركيز جهودها التسويقية على الفئات المتوقع منها أن تحقق إيرادات كبيرة.

إنتاج المحتوى آلياً وتحسينه

يحتفظ المحتوى بمكانته كحجر الأساس في التسويق الرقمي، ويلعب الذكاء الاصطناعي دوراً جوهرياً في أتمتة وتحسين عملية إنشاء المحتوى. يمكن للأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي إنتاج محتوى لمنشورات وسائل التواصل الاجتماعي والمدونات وحتى وصف المنتجات، مما يوفر للمسوقين الوقت والموارد. تستطيع هذه الأدوات تحليل الكلمات الرئيسية وتفضيلات الجمهور والمواضيع الرائجة لصناعة يتناغم مع اهتمامات الجمهور المستهدف.

علاوة على ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين المحتوى الحالي من خلال تحليل أدائه وتقديم اقتراحات مستندة إلى البيانات لتحسينه. على سبيل المثال، يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن توصي بإجراء تغييرات على العناوين والصور والعبارات التي تحث العملاء على اتخاذ إجراء معين (CTAs) لتعزيز التفاعل ومعدلات التحويل. تضمن هذه العمليات أن يكون المحتوى التسويقي دائماً متوافقاً مع اهتمامات الجمهور، مما يؤدي إلى زيادة المبيعات.

خدمة عملاء محسنة باستخدام روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي

تلعب خدمة العملاء السلسة والسريعة دوراً كبيراً في التسويق للشركات وتساعدهم في بناء سمعة حسنة بين العملاء. تُعد خدمة العملاء جانبًا بالغ الأهمية من رحلة العميل، وتعمل روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي على تحسين كيفية تفاعل الشركات مع عملائها، إ ذ يمكن لروبوتات الدردشة هذه التعامل مع مجموعة واسعة من استفسارات العملاء، من الإجابة على الأسئلة الشائعة إلى المساعدة في توصيات المنتجات ومعالجة الطلبات.

من خلال توفير الدعم الفوري على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، تعمل روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي على تعزيز رضا العملاء وتقليل احتمالية التخلي عن عربة التسوق (Cart Abandonment). بالإضافة إلى ذلك، يمكن لروبوتات الدردشة جمع بيانات العملاء القيمة أثناء التفاعلات، والتي يمكن استخدامها لتخصيص جهود التسويق بشكل أكبر وزيادة المبيعات. وتجعل كفاءة روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي وقابليتها للتطوير منها أداة لا غنى عنها للشركات التي تتطلع إلى تحسين خدمة العملاء وزيادة المبيعات.

الاستهداف المتقدم وتجزئة السوق

لقد حسّن الذكاء الاصطناعي بشكل كبير من دقة الاستهداف والتجزئة في الحملات التسويقية؛ إذ تعتمد أساليب تجزئة السوق (Market Segmentation) التقليدية غالباً على بيانات ديموغرافية واسعة، لكن الذكاء الاصطناعي يمكنه تحليل مجموعة كبيرة من العوامل، بما في ذلك البيانات السلوكية، والأنشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، وسجل الشراء، ليتمكن بذلك من إنشاء شرائح عملاء دقيقة للغاية.

يتيح هذا الاستهداف المتقدم للشركات تقديم رسائل وعروض تسويقية مخصصة للجمهور المناسب في الوقت المناسب، مما يزيد من فرص المبيعات. على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد العملاء الذين أبدوا اهتماماً بفئة معينة من المنتجات واستهدافهم بإعلانات أو عروض ترويجية مخصصة.

تحسين استراتيجيات التسعير

يُعد التسعير عاملاً حاسماً في التأثير على قرارات الشراء، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد الشركات في تطوير استراتيجيات التسعير الأمثل، إذ تستطيع خوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل أسعار المنافسين، وحجم الطلب في السوق، وقدرة العملاء على الدفع لتحديد أفضل سعر للمنتجات والخدمات.

يعتبر التسعير الديناميكي، وهي استراتيجية غالباً ما تستخدمها منصات التجارة الإلكترونية وشركات الطيران، من الطرق التي تعدل الأسعار في الوقت الفعلي بناءً على عوامل متعددة مثل تقلبات حجم الطلب وأسعار المنافسين وسلوك العملاء. من خلال تطبيق التسعير الديناميكي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، يمكن للشركات زيادة إيراداتها والحفاظ على ميزة تنافسية في السوق.

تحسين أداء الحملات الإعلانية

يعمل الذكاء الاصطناعي أيضاً على تغيير كيفية إدارة الشركات لحملاتها الإعلانية وتحسينها، حيث يمكن للأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات من مصادر متعددة، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي ومحركات البحث ومواقع الويب، لتحديد أكثر مواضع الإعلانات فعالية والكلمات الرئيسية وطرق استهداف الجمهور.

يمكن لهذه الأدوات ضبط الميزانيات ومعايير الاستهداف تلقائياً لضمان تحقيق الحملات الإعلانية لأفضل النتائج الممكنة. بالإضافة إلى ذلك، يساعد استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التسويق في تحديد الإعلانات ذات الأداء الضعيف واقتراح التحسينات، مما يضمن استخدام ميزانيات التسويق بكفاءة وفعالية لزيادة المبيعات.

اخطو نحو المستقبل مع المنتور

هل أنت من المهتمين بالذكاء الاصطناعي؟ هل ترغب في تعلم المزيد عن التكنولوجيا التي ستعيد تعريف مستقبل الأعمال؟ تقدم لك منصة المنتور الدورة التدريبية “أساسيات تطبيقات الذكاء الاصطناعي“، والتي ستعرفك على استخدامات الذكاء الاصطناعي في مختلف الجوانب، وتناقش الفرق بين الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي. كما ستتناول الدورة أهم برامج الذكاء الاصطناعي المتقدمة مثل شات جي بي تي (ChatGPT) وجوجل بارد (Google Bard)، وتساعدك على فهم الفرق بينها وكيفية استخدامها بفعالية.

بالإضافة إلى ذلك، ستناقش الدورة تقنيات هندسة الأوامر وكيفية صياغة الأوامر بشكل فعال للحصول على أفضل النتائج، وتساعدك على فهم الإضافات (Plug-ins) وكيف يمكنك استخدامها لتوسيع نطاق تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

سجل اليوم لتكتشف المزيد عن ما يحمله المستقبل لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.