برزت مزايا الذكاء الاصطناعي في شتى المجالات مؤخراً، ولم يعد هناك قطاع لا يوظفه لأداء بعض مهامه، هذا وإن لم تكن معظمها! إلا أن دور الذكاء الاصطناعي في مجال التسويق الإلكتروني، تخطى جميع التوقعات، وأصبح جزءاً لا غنى عنه في أداء المهام التسويقية المختلفة، والوصول إلى نتائج رائعة قادرة على رفع مبيعات العلامات التجارية. إليك أهم الأدواء التي يقوم بها الذكاء الاصطناعي في عالم التسويق الإلكتروني، مع بعض الأمثلة على خطوات تسويقية يمكنك القيام بها بواسطته.
1. إنشاء مقاطع فيديو تسويقية
مقاطع الفيديو التسويقية أساسية لبناء هوية علامتك التجارية البصرية، حيث تعلق فكرة الفيديو في أذهان الجمهور بنسبة 95٪ مقارنة بـ 10٪ عند قراءة نص عادي. ومن الجدير بالذكر، أن للذكاء الاصطناعي القدرة على تصميم فيديو كامل في ثوانٍ معدودة ودون تكلفة تذكر.
ومن الأفكار الرائعة التي يمكنك تطبيقها؛ أن تطلب من الذكاء الاصطناعي أن يصمم لك فيديو يتناسب مع جمهور في دولة معينة لا تعلم عن ثقافتها شيئاً، وستدهش بأنه قادر على توظيف معلوماته عن ثقافة تلك الدولة وطريقة حياة الناس فيها في تصميم فيديو يخاطبهم بطريقة ستلفت انتباههم بلا شك.
2. إنشاء الإعلانات والمحتوى التسويقي
يستخدم الذكاء الاصطناعي بيانات حملاتك السابقة لإنشاء محتوى تسويقي دقيق يستهدف شريحة معينة من الجمهور، ومن خلال الاستفادة من قدرته على تعلم وكتابة اللغة المحكية، فإنه يصمم إعلانات مقنعة ويقترح تحسينات للحملات المستقبلية.
ومن الأمثلة العملية على هذه الوظيفة: إمكانية قيام تاجر التجزئة الذي يطلق حملة خصومات خلال رأس السنة من استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات مبيعات العام الماضي وإنشاء نص إعلاني مميز. وقد يتنبأ نظام الذكاء الاصطناعي بأن استخدام صور احتفالية وعروض ترويجية في رسائل البريد الإلكتروني قد يعزز مشاركة الجمهور وتفاعله.
3. تحليل البيانات الضخمة
تحليل بيانات نتائج الحملات التسويقية مرهق للغاية، لكن الذكاء الاصطناعي يبسط هذه العملية من خلال تحديد التوجهات واقتراح أفكار قابلة للتطبيق. ولتوضيح ذلك، دعنا ندرس المثال التالي:
يمكن لعلامة تجارية متخصصة بمساحيق التجميل تتبع ملاحظات العملاء من آلاف المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام الذكاء الاصطناعي للعثور على أنماط متكررة تجمع تلك الملاحظات. افترض أن المستخدمين يذكرون بشكل متكرر جملة “أحمر الشفاه هذا طويل الأمد”. يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد هذه التكرارات، وبالتالي منح العلامة التجارية الفرصة لتسليط الضوء على هذه الميزة في حملاتها القادمة. ويمكن للذكاء الاصطناعي أيضاً التنبؤ بتوجهات الجمهور الموسمية، مثل الترويج لمنتجات ترطيب البشرة خلال فصل الشتاء.
4. تخصيص المحتوى وتحسين تجارب العملاء
التخصيص هو استراتيجية مثبتة لتعزيز تفاعل العملاء، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بتخصيص الرسائل التي تحتويها الحملات التسويقية بناءً على تفاعلات الجمهور السابقة.
يمكن لمتجر كتب عبر الإنترنت مثلاً، استخدام الذكاء الاصطناعي لتوصية الكتب للعملاء بناءً على سجل تصفحهم وسلوكيات الشراء التي قاموا بها. فإذا اشترى العميل رواية غامضة، فقد يقترح نظام الذكاء الاصطناعي عناوين ذات صلة أو يقدم خصمًا على المجموعة. كما يمكنه إرسال بريد إلكتروني مخصص مثل “لاحظنا أنك أحببت [عنوان الكتاب]؛ إليك لغزاً آخر نعتقد أنك ستستمتع به” لجذب انتباه الجمهور.
5. أتمتة عمليات التسويق المهمة
تتيح الأتمتة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي للمسوقين التركيز على الاستراتيجية من خلال التعامل مع المهام المتكررة مثل النشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وإدارة سير عمل البريد الإلكتروني، ونشر الإعلانات.
فإذا كنت تمتلك سلسلة مطاعم مثلاُ، يمكنك أتمتة حملاتها على وسائل التواصل الاجتماعي، وجدولة المنشورات حول عروضها عبر منصات التواصل الاجتماعي المتعددة. كما يمكن للذكاء الاصطناعي إرسال تذكيرات عبر البريد الإلكتروني للعملاء الذين لم يزوروا المطعم لفترة من الوقت، وتقديم خصومات حصرية لتحفيزهم على العودة مجدداً.
6. اختصار العمل الإداري الممل
يعمل الذكاء الاصطناعي على تقليل المهام الإدارية، مما يترك المجال للمسوقين للتركيز على الإبداع والابتكار. إليك مثالاً توضيحياً:
يمكن لفريق التسويق الذي ينظم إطلاق منتج استخدام الذكاء الاصطناعي لتلخيص ملاحظات الاجتماع وأتمتة رسائل البريد الإلكتروني لمتابعة سير العمل. على سبيل المثال، قد تتبع أدوات الذكاء الاصطناعي المواعيد النهائية، مما يضمن تنفيذها في الوقت المناسب
7. التفاعل مع العملاء عبر الدردشة الآلية
تتفاعل برامج الدردشة الآلية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مع العملاء المحتملين، وتجيب على الاستفسارات، وتقدم توصيات تناسب حاجاتهم.
ولا بد وأنك لاحظت أن منصات التجارة الإلكترونية تستخدم روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي لمساعدة المستخدمين في العثور على المنتجات. فإذا بحث العميل عن “أحذية الجري”، فيمكن لروبوت المحادثة طرح أسئلة متابعة مثل العلامة التجارية المفضلة أو المقاس واقتراح المنتجات وفقاً لذلك، كما يمكنه تقديم خصومات تدفع العميل للشراء.
8. تحسين محرك البحث
يعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين استراتيجيات تحسين محرك البحث من خلال تحليل اتجاهات البحث وتحديد الكلمات الرئيسية التي يستهدفها المنافسون، وتقديم توصيات المحتوى. ومن الأمثلة على هذه ذلك:
يمكن لوكالة سفريات تكتب منشوراً في مدونتها حول “أفضل الوجهات لصيف 2024” استخدام الذكاء الاصطناعي لاقتراح كلمات رئيسية مثل “أماكن العطلات المناسبة للعائلة” أو “رحلات الشاطئ بأسعار معقولة”.
9. اكتساب الذكاء التنافسي
يعطي الذكاء الاصطناعي معلومات حول استراتيجيات المنافسين من خلال مراقبة أنشطتهم عبر الإنترنت وتحليل تفاعل العملاء معهم. ومن الأمثلة على ذلك:
يمكن لعلامة تجارية للملابس استخدام الذكاء الاصطناعي لتتبع إطلاق منتجات المنافسين وأدائهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقد يكشف الذكاء الاصطناعي أن خط المنتجات الصديقة للبيئة الذي تنتجه الشركة المنافسة يلقى صدى لدى الجماهير، وهنا تستخدم العلامة التجارية هذه المعلومات لتطوير منتجاتها المستدامة وخطط تسويقها.
10. إدارة سمعة العلامة التجارية
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يراقب مشاعر الجمهور عبر الإنترنت لإدارة سمعة العلامة التجارية وتحديد المخاطر المحتملة.
قد تستخدم مجموعة فنادق على سبيل المثال؛ الذكاء الاصطناعي لمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات للحصول على آراء العملاء في خدماتها ونظافة الغرف وغيرها من أسس التقييم. فإذا اشتكى النزلاء بشكل متكرر من الضوضاء خلال ساعات المساء، فإن الذكاء الاصطناعي ينبه الشركة، مما يسمح لها بمعالجة المشكلة عبر توفير عازل صوتي في الغرف، أو التعميم بضرورة الحفاظ على الهدوء داخل الردهة.
طوّر حملاتك التسويقية باستخدام الذكاء الاصطناعي
يمكِّن الذكاء الاصطناعي المسوقين من تحسين استراتيجياتهم وتبسيط العمليات التسويقية وتحقيق نتائج أفضل، وتطوير مهاراتك في استخدامه والبدء في تطبيق ما تتعلمه على حملات حقيقية سيمنح علامتك التجارية الأفضلية بين العلامات المنافسة. ابدأ بتصميم مقاطع الفيديو وأتمتة مهامك وتوليد الأفكار لحملاتك التسويقية الآن!