لا يمكن لأي عمل أن ينمو بدون استراتيجية تسويق جيدة، ومع تطور التكنولوجيا أصبحت الخطط التسويقية تتمحور حول المنصات الرقمية المختلفة. وهنا ستلاحظ أن ظهور مصطلحين بارزين، هما: التسويق الرقمي والتسويق الإلكتروني، وسنناقش في هذا المقال الفرق بينهما، وأهمية كل منها لتطوير علامتك التجارية وزيادة مبيعاتك.

الفرق بين التسويق الرقمي والتسويق الإلكتروني

يشمل التسويق الرقمي أي طريقة ترويجية تستخدم التقنيات الرقمية، مثل الإعلانات التلفزيونية والإعلانات الإذاعية واللوحات الإعلانية الرقمية وحملات الرسائل القصيرة.

فيما يشير التسويق الإلكتروني إلى التسويق الذي يعمل على تحسين محركات البحث (SEO)، وإعلانات الدفع عند النقر (PPC)، والتسويق عبر البريد الإلكتروني، والتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 

فوائد التسويق الرقمي والتسويق الإلكتروني

يعتمد اختيارك لنوع التسويق المناسب على طبيعة علامتك التجارية وأهدافها، ولنساعدك على الاختيار؛ إليك الفوائد التي ستحظى بها عند استخدام أحد نوعي التسويق هذين:

فوائد التسويق الرقمي

تتمثل إحدى المزايا الرئيسية للتسويق الرقمي في تأثيره وإمكانية أن يعلق في ذاكرة الجمهور؛ مثل الإعلانات التلفزيونية لعلامات تجارية متخصصة في صناعة الشوكولاتة.

وغالبًا ما تصبح الإعلانات أثناء المناسبات الضخمة، مثل الأولمبياد موضوعات رائجة ومتداولة بين الناس بكثرة، كما أن للإعلانات التلفزيونية والإذاعية قدرة على بناء الثقة مع العملاء المحتملين؛ نتيجة عرضها بشكل مستمر أمامهم.

كما أن اللوحات الإعلانية الرقمية والإعلانات التلفزيونية لا تتنافس على مساحة الشاشة مع محتوى آخر، وهذا يجعلها مستساغة أكثر بالنسبة للجمهور.

فوائد التسويق الإلكتروني عبر الإنترنت

مع وجود 4.66 مليار مستخدم نشط للإنترنت في جميع أنحاء العالم، أصبح التسويق الإلكتروني ذو نفوذ واسع وقدرة كبيرة على الوصول إلى الجماهير في جميع أنحاء العالم. وعلى عكس التسويق التقليدي، يسمح التسويق الإلكتروني للشركات باستهداف مجموعات معينة من الناس؛ لزيادة المبيعات باستثمار مدروس بدقة.

تتمثل إحدى أكبر مزايا التسويق الإلكتروني في قدرة العملاء على النقر فوق إعلان والوصول على الفور إلى موقع الويب الخاص بك لإجراء عملية شراء، ويمكن أيضاً قياس أداء هذه الحملات بشكل متزامن باستخدام أدوات تحليلية مختلفة.

كما أن التسويق الإلكتروني يعتبر خياراً مثالياً لاختصار الميزانية التسويقية إلى حد كبير؛ إذ تتوفر العديد من المنصات والأدوات المجانية، والتي تمكن الشركات مهما صغر حجمها أو كبر من نشر اسمها بين الناس.

 

أي نوع من التسويق هو الأنسب لعملك؟

بعد معرفة الاختلافات الأساسية بين التسويق الرقمي والتسويق الإلكتروني عبر الإنترنت، دعنا نحدد الطريقة التي قد تكون الأفضل لعلامتك التجارية، وفيما يلي الخطوات التي عليك المرور بها لاتخاذ قرار مدروس في النوع الذي يجب أن تستثمر فيه:

1. فهم الإيجابيات والسلبيات لكل نوع

يتمتع كل من التسويق الرقمي والتسويق الإلكتروني عبر الإنترنت بمزايا وعيوب مختلفة؛ إذ يمكن للحملات الرقمية، مثل الإعلانات التلفزيونية أو اللوحات الإعلانية، الوصول إلى جمهور كبير جداً، إلا أنها غالباً ما تكون مكلفة ومن الغير الممكن قياس نتائجها.

وفي حين أن التسويق الإلكتروني عبر الإنترنت ذو تكاليف أقل من التسويق الرقمي إلا أن العملاء قد يتخطون إعلاناتك أو يتجنبونها، وقد تستغرق استراتيجياته، مثل: التسويق بالمحتوى أو تحسين محركات البحث وقتًا طويلاً لتحقيق النتائج المرجوة.

2. توافق نوع التسويق مع أهداف عملك

يجب أن توجه أهداف عملك طريقة التسويق التي تستخدمها لزيادة مبيعاتك. على سبيل المثال، إذا كان هدفك هو زيادة الوعي بالعلامة التجارية في منطقة معينة ولديك ميزانية كبيرة، فقد يكون وضع لوحة إعلانية ملفتة في مكان واضح ومكتظ طريقة فعالة. أما إذا كنت تتطلع إلى التواصل مباشرة مع جمهورك وبناء العلاقات، فإن وسائل التواصل الاجتماعي أو تسويق بالمحتوى سيكون أفضل.

قم بإنشاء خطة نمو منظمة لعلامتك التجارية، ورسم أهداف قصيرة وطويلة المدى، وسيساعدك فهم وضع علامتك التجارية الحالي في اختيار استراتيجية التسويق الصحيحة.

3. حساب ميزانيتك

الميزانية هي عامل رئيسي عند الاختيار بين التسويق الرقمي والتسويق الإلكتروني عبر الإنترنت؛ إذ يمكن للعلامات التجارية الكبيرة تحمل تكلفة وضع منتجاتها في الأفلام أو الإعلانات التلفزيونية، إلا أن الشركات الصغيرة ستجد هذه الخطوة غير مجدية مادياً بالنسبة لها؛ إذ قد تكون تكلفة الإعلان تفوق قيمة الشركة السوقية بأكملها.

ومن ناحية أخرى، ستجد أن التسويق الإلكتروني عبر الإنترنت مثالي للشركات ذات الموارد المحدودة. على سبيل المثال، يتطلب التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي تكلفة قليلة تمكنك من الترويج لعلامتك التجارية، والتواصل مع العملاء، وتحقيق أرباح بميزانية محدودة.

4. فهم جمهورك المستهدف

تجذب طرق التسويق المختلفة جماهير مختلفة، أي أن الإعلانات التلفزيونية قد تلقى صدى أكبر لدى الجماهير الأكبر سناً، بينما قد يتفاعل الجمهور صغير السن مع مؤثري منصات التواصل الاجتماعي بشكل أكبر عن عرضهم المنتجات.

يجب عليك أيضًا مراعاة الموقع الجغرافي لسوقك المستهدف؛ فإذا كنت تهدف إلى الوصول إلى جمهور محلي أو عالمي، فإن التسويق الإلكتروني عبر الإنترنت سيوفر لك فرصة وصول أكبر من الإعلانات الإذاعية أو التلفزيونية المحلية.

5. الاختبار والقياس

لا يتوقف التسويق بمجرد إطلاق حملة واحدة أو اثنتين! فهو عملية مستمرة تحتاج جهداً وصبراً، لذا عليك أن تتابع الأداء وتقيم نتائج جهودك التسويقية، وكن مرنًا؛ فإذا لم تنجح الإستراتيجية كما هو متوقع، فلا تتردد في تعديل الطريقة وتجربة أمور جديدة.

كما أن طلب ملاحظات العملاء على حملاتك أمر بالغ الأهمية؛ سيساعدك في تشكيل استراتيجية تسويقية أقوى، وتحقيق مبيعات ضخمة من حملاتك المستقبلية.

 

هل أنت مستعد لتبدأ التسويق لعلامتك التجارية؟

بعد أن تعرفت على الفروقات والفوائد لكل من التسويق الرقمي، والتسويق الإلكتروني عبر الإنترنت، وكيفية الاختيار بينهما بناءً على طبيعة عمل علامتك التجارية وأهدافها الرئيسية والميزانية التي تخصصها لعملية التسويق؛ أنت الآن قادر على الاختيار بين هذين النوعين. وبعد أن تقوم بالاختيار، ننصحك بأن تبدأ في تعلم كيفية القيام بحملتك التسويقية، وكيفية تعزيز مكانة العلامة التجارية الرقمية من خلال دورات تدريبية متخصصة عبر الإنترنت.